اخبار التعليماسليدرمقالات واراء

رسالة الي وزير التربية والتعليم

احجز مساحتك الاعلانية

جمال رشدي 
بالفعل لقد تم تدمير العملية التعليمية في مصر بشكل مرعب ومخيف ، وذلك التدمير بدأ منذ سنوات طويلة ، ووصل الحال بنا ان تلك العملية التعليمية اصبحت مفرغة لكل مشاكل مصر،
ومن ظواهر تلك المشكلة انه من النادر ان تجد مسئول او مثقف او حتي متخصص يستطيع تشخيص جوانب المشكلة ودراستها ووضع التصور العلاجي لها ،
والغريب في الامر ان كل المسئولين الذين تولوا شئون تلك العملية كوزراء جنحوا الي علاج شكلي كأثبات حالة مسئولية فقط ،
فمنهم من حذف الصف السادس ومنهم من اضافه مرة اخري ومنهم من اعتمد الصف الثاني والثالث الثانوي كنتيجة كلية ومنهم من اعتمد الصف الثالث فقط ،
واخيرا جاء الوزير الحالي ليقرر ان اصلاح التعليم هو جعل المنهج الكترونيا وليس كتابيا كما ، مع جعل الصف السادس الابتدائي سنة دراسية عادية ( نقل ) الي الصف الاول الاعدادي ،
وهكذا هو تخطيط المسئول للنهوض بالعملية التعليمية عبر العقود الاخيرة ، وما اود ان اطرحه من اسئلة
هل بالفعل وصل بنا انحدار الرؤية والتخطيط الي هذا المستوي ام ان هناك اسباب اخري خفية خاصة بالإرادة السياسية لنظم الحكم المتعاقبة ،
فما معني السلوك في نهج محدد عبر العقود الاخيرة بالعملية التعليمية بمسخ وتجنيس هويته الشخصية المصرية المتجذرة عبر التاريخ ،
ايها السادة سوف يحاسبكم ويحاكمكم ضمير التاريخ فلا تنمية شاملة حقيقة الا من خلال التعليم ، فكل ما يحدث من مشروعات عملاقة اقتصادية سوف يبتلعها منهج التعليم الممسوخ بشخصية التخلف والرجعية والسطحية ،
ايها السادة المسئولين انتم تعلمون كيفية الاصلاح والتغيير للوصول الي الافضل ، ولكن يلزم ان يكون لديكم ارادة حقيقية للتغير،
فهذا المنهج المتهالك الذي يستمد هويته من صحراء جرداء ليس بها الا الثعابين والعقارب ووحوش البرية وتركتم هوية النيل الذي بها التطوير والبناء والتنوير والحضارة والتاريخ ،
نعم ايها السادة انتم تتعمدون ان يصبح النيل صحراء جرداء في الفكر والشخصية ، الاصلاح يبدأ من تغير المنهج وجعل عمقه هو تاريخ الهوية المصرية ، وتغليف ذلك المنهج بالابتكار والابداع والبحث والخيال ،
تلك هي البداية ايها السادة الذي لا يحتاج موارد مالية او شيء مكلف ، كل ما يحتاجه هو ضمير وطني خالص واشخاص يؤمنون بهوية مصر وتاريخها الضارب في عمق التاريخ ،
عندها يكون الاصلاح سهل ومرن لباقي المنظومة فأعداد المعلم وحصانته قانونيا هو المدخل الرئيس لإعادة الانضباط والقضاء علي همجية الطالب النابعة من بيئية ضربها الانحلال الاخلاقي ،
وبعد ذلك يأتي دور كثافة الفصل ، ذلك يحتاج الي مشروع قومي مصحوب بإرادة سياسية لنظام الحكم الحالي وتكاتف كل منظمات المجتمع واشراك القطاع الخاص في ادارة البناء والتغير ، مع اتخاذ قرار صارم بتطهير المؤسسة التعليمية من المتطرفين والارهابين الذين هم نتاج تلك العملية منذ سنوات طويلة ،
واخيرا اقول التنمية المستدامة والشاملة لا يمكن ان تنجح الا من خلال تنمية العنصر البشري اجتماعيا وعلميا من خلال التربية والتعليم

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى